هل مِن بلقيس .. هل مِن رجلٌ رشيد؟!!

هل مِن بلقيس .. هل مِن رجلٌ رشيد؟!!
هل مِن بلقيس .. هل مِن رجلٌ رشيد؟!!
“قالت يٰٓأيها الملؤا أفتوني في أمري ماكنتُ قاطعةً أمرًا حتى تشهدون(٣٢) قالوا نحنُ أولوا قوةٍ وأولوا بأسٍ شديد والأمرُ إليكِ فانظري ماذا تأمرينَ(٣٣) قالت إنَّ الملوكَ إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزَّةَ أهلها أذلَّةً وكذٰلك يفعلون(٣٤)” -سورة النمل.
في قصّة نبي الله سليمان عليه والسلام وملكة سبأ بلقيس رحمة الله عليها، ذكر القرآن الكريم حكمة بلقيس في التعامل مع الحرب والسلم.
فعندما أرسل سليمان كتاب يدعو بلقيس وقومها الإسلام والخضوع لحكمة، لم يكن من هذه الملكة الحكيمة الا ان تستشير ملؤها  -كبار القوم- في الأمر، “قالت يٰٓأيها الملؤا أفتوني في أمري ماكنتُ قاطعةً أمرًا حتى تشهدون”  وكان رد الملؤا: “قالوا نحنُ أولوا قوةٍ وأولوا بأسٍ شديد والأمرُ إليكِ فانظري ماذا تأمرينَ” لكنها حكيمة ومدركة الأمر وكان رأيها هو ان فضلت الحوار والمنطق: “قالت إنَّ الملوكَ إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزَّةَ أهلها أذلَّةً” وأيد الله حكمتها ورأيها وقال جل جلاله: “وكذٰلك يفعلون”.
قليلون من يدركون معنى الحرب والخوض فيه وكثيرون من يدفعهم الحماس والتعصب للخوض فيه غير مدركين العواقب والنتائج. ان الحرب ان وقعت اهلكت الحرث والنسل واحرقت الزرع وأرملت النساء وأيتمت الاطفال، الحروب هي الخيار الأكثر شرًا والأقل -ان لم يكن العدم- نفعًا٠ان يومًا واحد من الحرب يهلك سنة كاملة من الأعمار فضلًا عن ازهاق الارواح.
يملك “العدو” اوراق ضغط كثيرة منها ورقة المغتربين الذين يعدون بالملايين ويعولون ملاين الأسر فضلًا عن دعم الاقتصاد الوطني. وهذه الورقة ان حدثت ستجلب الكثير والكثير من المصائب اقلها مصيبة الفقر ودواعية في شعب اصلاً يعش اكثر من نصف سكانة تحت خط الفقر .. اين إعتبار هذا؟!!. ام ان الارتجالية واللامسؤلية في القرار هي الغالب.
يراهن البعض على حرب استنزاف تستنزف “العدو”، نعم سيحدث ذلك لكن لن يستنزف “العدو” القليل من مُقدَّراته الا وقد استنزفت البلاد مُعظم مقدراتها ورجالها، فهناك فروق شاسعة وكبيرة جدًا في العدة والعتاد، ماذا يوجد مع محاربينا غير اسلحة تقليدية وبسيطةً جدًا مقابل طيران يطير في ارتفاع شاسع لاتوصل المضادات الموجودة حتى لنصف مسافة الارتفاع فضلًا عن الخوض في مقارنات وفروق أُخرى. اذًا فعلى ماذا الرهان هل على عدة وعتاد هزيلة ام على قوة بشرية هي  الاكثر ضررًا فضلًا عن عدم قناعة كثير فيما يحدث.
لماذا لا يوجد رجال يتصفوا بالحكمة والشجاعة كالملكة السبئيه (بلقيس) حتى وان وُجد من يقول نحن أولوا قوةٍ وأولوا بأسٍ شديد، لماذا لايوجد هؤلاء الرجال ويدعون الى”الحوار اليمني اليمني الصادق والمخلص”.
لماذا يُغلّب الكثير دعوة الحرب والحماس رغم عدم تكافىء القوة ولو بالنسبة القليلة جدًا .. اين الحكمة السبئية ؟!!
مالداعي للحروب والصراعات؟ مالداعي لكل هذا ونحن بغنى تام عنه .. اليست الشجاعة في قرار توقف الحرب والرجوع للحوار الصادق اكثر صوابًا من الدعوة للحرب والخوض فيه؟!! .. لماذا لاتكون سوريا والعراق وليبيا خير واعظًا لنا ولساساتنا؟!!

تعليقات

  1. كلام جميل ومفهووم وكلام إناس تحس ان الله عطاهم الفهم والحكمه والفصحه ….
    تسلم يدك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *