

مقال رائع لإحدى الناشطات على الفيس بوك بمناسبة بمناسبة اليوم العالمي للمرأه 2016 مقال بعنوان المجتمع اليمني كداعم للمرأه.
حيث يحتفل العديد من الدول بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ويطالبون بالتسوية بين الرجل والمرأة!!.
مقال جميل لناشطة في الفيس بوك هديل تكتب مقال بعنوان اليمن كداعم للمرأه.


لطالما كان هذا البلد الجميل مناصراً وداعماً للمرأة في معظم الوقت، ولطالما كانت المرأة تمثل جزء كبيراً ومهماً منه. في تاريخ العالم الحديث ظهرت العديد من الحركات المؤيدة والمناصرة لحقوق المرأة في عدة بلدان ومنها اليمن، ومع ظهورها بدأ الكثيرون من شخصيات المجتمع المدني في اليمن بالانضمام إلى هذه المسيرة. ومواكبة للحركات العالمية، أُنشئت العديد من المنظمات والمؤسسات المدافعة عن حقوق المرأة، وبرزت العديد من الشخصيات التي تناصرها، وبدأ مصطلح “حقوق المرأة” بالانتشار هنا وهناك. ولكن في خضم كل هذا، نسي الكثيرون من هي المرأة اليمنية، وكيف ينظر إليها المجتمع.
يعلم الجميع ان للمرأة اليمنية تاريخ عريق يعود إلى ألاف السنين، حيث كانت السيدة، والخادمة، والحاكمة، والقائدة العسكرية، والكاهنة، والآلهة (تجسيد رمزي في الشمس التي أعتبرها اليمنيون القدامى الآلهة الأم). وتمثل المرأة اليمنية وجهاً مهماً من أوجه الحضارة اليمنية، ولم يقتصر هذا الأمر على فترة العصور القديمة فقط، بل وقد استمر هذا الحال أيضاً إلى فترة ما بعد الإسلام، حيث استمر اليمنيون بتقديرهم للمرأة واعترافهم بتأثيرها القوي داخل المجتمع. وما زال اليمنيون حتى اليوم يحافظون على بعض العادات القديمة التي تعرض أغلبها للطمس من قبل بعض المعتقدات الدينية تارة، ومن قبل تأثير العالم الحديث تارة اخرى.
المرأة اليمنية قوية بالفطرة، وفطنة، وقادرة على تحمل العديد من المسؤوليات. هي ربة البيت والطالبة والعاملة والمزارعة في الحقول والداعمة للرجل في الكثير من الأحيان. وخلافا لما يعتقد البعض، يقوم المجتمع اليمني بدعم المرأة حالما يرى مجالاً لذلك. فحينما تتفوق الفتاة بدراستها ينصحها الجميع بأن تصبح طبيبة (وهي وظيفة مرموقة في عين المجتمع اليمني)، وحينما تعمل، تحظى باحترام المجتمع، وحينما تظهر عليها صفات القوة والقيادة، يقف المجتمع في صفها، بالطبع ان وقفت هي في صفه. في مجال العمل، تُقدم المرأة على الرجل عند الحصول على وظيفة في غالب الأحيان. وفي الشارع، لا يقوم رجال الأمن بتفتيش السيارات التي تقودها امرأة أو حتى بداخلها أمرأه، احتراماً لها. وعند المعاملات، يفسح لها الرجال الطريق ويساعدوها في تخطي الطوابير الطويلة لتنجز معاملاتها أولاً.
أذكر في إحدى المواقف الطريفة التي حدثت لي أثناء مشاركتي بالرسم في الشارع في إحدى الحملات الفنية، كنت أتحدث في لقاء مع إحدى الوكالات الإعلامية باللغة الإنجليزية، وعندها بدأ الناس بالتجمع حولي لمشاهدة الأمر. لم أدرك ذلك إلا عندما انتهيت من اللقاء، حينها بدأ بعض المتفرجين بالهتاف بالشارع بأنهم يرشحوني لتولي رئاسة البلد. وفي يوم أخر حدث موقف مشابه لصديقتي التي شاركت في نفس الحملة الفنية والتي حالما انتهت من إجراء لقاء، حتى قام الناس حولها بالتصفيق لها وتأييدها. ومثالاً أخر بارز على دعم المجتمع للمرأة هو التأييد الذي حضت به توكل كرمان أثناء ثورة 2011 وخصوصاً بعد استلامها جائزة نوبل للسلام. لم يهتم المجتمع كثيرا لكونها امرأه، بل اعتبروها قائدة، وقد أسعدهم ان تكون امرأة يمنية بمثل تلك القوة. وخفوت شعبيتها في البلد بعد ذلك لم يكن له علاقة بجنسها، بل كان بسبب مواقفها السياسية، الأمر الذي يحدث باستمرار للسياسيين سواء كانوا رجالاً أم نساء.
أدرك ان معظم هؤلاء يضعوا قيوداً كثيرة على النساء في عائلاتهم ولكن هذا ما هو الأمر عليه، غالباً هم بحاجة لرؤية قدوات امامهم، نساء قويات وقادرات على صنع تغيير. هذا سيساعدهم كثيرا على ترك المخاوف وتشجيع بناتهم على الالتحاق بهذا الركب.
بالطبع الأمر ليس رومنسياً بالطريقة التي وصفتها عند الجميع او حتى في جميع الأوقات، ولكنه في ذات الوقت ليس بشعاً ومظلماً كما يتم الترويج له. يزعم البعض بان المرأة اليمنية من أكثر النساء اضطهاداً في الوطن العربي. ولكن هذا الأمر ليس صحيح. ينسى هؤلاء ان القوانين اليمنية تكفل للمرأة العديد من الحقوق كما لا تفعل قوانين العديد من دول المنطقة. وقلما نجد قانون لا يصب في مصلحة المرأة، وإن وجد، فحينها يجب على مناصري قضايا المرأة في اليمن تركيز جهودهم على إحداث تغيير حقيقي في الدستور بدلاً عن البكاء على حقوق المرأة. فالمرأة اليمنية لا تحتاج لمزيد من النواح، بل تحتاج إلى خطوات حقيقية وواقعية نحو تحسين وضعها الحالي، وتحتاج إلى أشخاص يعملون على تنمية قدراتها وتعديل القوانين بما يصب في صالحها، لا ان يحاولوا تغيير طريقة لبسها وتعاملها.
لا شك بان المرأة في اليمن تعاني من مشاكل حقيقية وعدة
وبحاجة لمناصرة لقضاياها، ولكن المبالغة في التهويل من الأمر والبكاء حوله دون عمل ملموس لم ولن يقدم حلول للمشاكل. باعتقادي ان التركيز على مواطن قوة المرأة في اليمن هو أهم من التركيز على مواطن ضعفها. فـتصوير المجتمع باستمرار كمجتمع رجعي يضطهد المرأة يكرس هذه الفكرة عند المجتمع ويجعله يتصرف على هذا النحو. أما التركيز على الجانب الإيجابي فهو بكل تأكيد سيساهم في تشجيع المرأة للتقدم للأمام.
المصدر: صفحة هديل الموفق